الباب المفتوح
تفر البنايات من خلف نافذة العربة وتهرول إلى العَدَم. تستلقي رأسي على الوسادة وسط ضوضاء مغلف بالهدوء. تتسابق الأفكار والذكريات على المرور أمام عيني فيتغير شعوري بين ذكرى وأخرى. يبكي قلبي لقسوة زوجي السابق ثم يضحك لضحكة رضيعي، وبينهما أتأرجح بين الجحود والرحمة. لم أستطع ترك الأفكار مع رضيعي ومُربيته في البيت ويبدو أنها التصقت بي أينما ذهبت، والسكون على بالي مُحرّم. رأيتُ في زيارة قبر أمي فكرة جيدة، حيث اعتزال الحياة والناس بظنونهم وثرثرتهم. فالمدافن قطعة من السماء. يرقدون في هدوء مطبق فلا يبلغ الأحياء صراخ مُعذّب أو نعيم مُنعَم. نزلتُ مع أختي يدًا بيدٍ من العربة أمام بوابة مدافن العائلة، وعند العتبة استوقفتني الحياة ! سألتني: هل أنتِ حيّة أم ميّتة؟ شهقتُ وأجبتُ بلا تفكير : حية ! تبعتُ أختي التي كانت تحفظ المكان جيدًا. كان خاويًا إلا من شواهد القبور، صامتًا إلا من صفير الهواء. وقفنا أمام قبر بلا شاهد. صفّقت أختي بيديها وانتظرنا. تأملتُ كآبة المكان وسمعتُ صراخًا بعيدًا ممزوجًا ببكاء رضيعي فعادت نفسي إليه واشتاق صدري لضمته، ورأيتُ يومًا كان يجمعني به وأبيه ثم يومً