رسالة المُعلم


     أما الباحثون عن السعادة الرُوحية فهم كحَبّات السكر في مهب رياحٍ صيفية ساخنة، تطير وتتآكل من آفات الحياة التي تنهش أرواحهم وعقولهم المُهاجرة. فلا هي تجيد التمرد، ولا تجد ملاذًا خالِصًا. تنعزل في إحدى زوايا العالم تستجمع شتات السلام وتحيك حبال الوصال مع السماء السابعة.
إنهم موتى في نظر الناس ، أحياء في نظر الملائكة.

لقد منّت عليّ السماء بالتِيه ضمن هذا السرب الذي لا يجد ضالته على الأرض!
يكفيك يا عزيزي ما تعلمته مني، وأنا غير واثق تمامًا هل تعلمت مني الحكمة أم الجنون؟

لقد واجهتُ جسدي في المرآة بينما أغض بصيرتي عن روحي. لم أجد لهذه الملامح أي معنى! تسائلتُ عن الحب الذي يدّعيه الأفراد لبعضهم، ماذا يحبون بالضبط؟ هل سيظل يحبني الناس إذا احترق وجهي وتشوهت ملامحي؟ هل سيطيقون النظر إليّ؟ إنهم مولعون بالأجساد فقط يا عزيزي.


أنا أريد أن أحرر روحي من هذا الجسد الذي تعاني منه، ولا تحزن من أجلي، فلا يصيب الانسان مكروهٌ إذا مات، بل إذا اهترأت روحه قبل جسده.. إنني أستدعي ملك الموت لينقذها قبل أن تصيبها لوثة من غبار الشهوات.

الانتظار نارٌ تكويني وكلما زاد ازددتُ ألمًا، وتسلل إلى نفسي مسٌ من الكراهية للدنيا. لا أريد أن أتلوث بالكراهية.. أنا مشتاقٌ إلى عناق السماء، إلى رحابة الأفق، إلى الاتصال الكامل، والكمال.




تعليقات