ملك الموت
أطوفُ بين عوالم
الغفلة لألتقط منها جُندًا من جنود الأجساد لمّا يأتيني الأمر ويأتيهم الميعاد، إذ
يُفلسون من فرص الحياة فيهمسون "آه لو فرصة أخيرة!" ، وينسون موعدي إذا
جاءتهم!
ويثقل الحِمل على
كاهلي في مواسم الحرب والثورة والمجاعة، حيث تكون الدماءُ شهوة والبقاء غاية صعبة
المنال، أحصد جُنودًا بالمئات والآلاف، فألقي بهم في جهنم أو أبسطهم على ريشِ
الجنة.
اليومَ تُسدل ترانيم الموت وَحشتها على ظلامِ
هذه المدينة، وتتسرب من تحت الأبواب وتتغلغل عبر النوافذ إلى داخل البيوت المحمومة
بالوباء، حتى تصل إلى فراش طفلٍ ربما أقصى ما يفزعه ظلامُ ليلته وشخير مربيّته. لم
أتوقع أن طفلًا بالكاد يُدرك الأشياء، يكاد يراني في خيالات ظلام غرفته ليلاً، أو
يسمعني في نُباحِ الكلاب الضالة التي تحوم حول منزله مع خَوادِمي لاقتراب موعدٍ قد
نبّأني به القدر.
كل معرفته بي أن
والديه أخبراه ذات تأبين، أن جده قد سافر بعيدًا ، لا أكثر !
كان يتدثر مُنكمشًا
أسفل غطاءه إلا من عينيه ، يلمع بياضها البارز بفزع، يُحدق في اللاشيء !
أستدعي ملائكة الرحمة
لتربت على الغطاء المُهتز فوق الطفل المرتعد، وبعد محاولات الهدوء، يصل أذنيه نُباح
كلب فيكاد يتسرب بَوله من بين فخذيه !
هدير زهدي
تعليقات
إرسال تعليق